بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية (GICHD) انطلقت اليوم في فندق كورنثيا فعاليات ورشة العمل الاستشارية التي تهدف إلى وضع استراتيجية وطنية شاملة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا. تأتي هذه الورشة كجزء من الجهود الوطنية المبذولة للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد بسبب انتشار الألغام والمخلفات الحربية، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين وعقبة أمام عملية إعادة الإعمار والتنمية.
شارك في الورشة ممثلون عن الجهات الحكومية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والخبراء الدوليون في مجال إزالة الألغام، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية الداعمة. وهدفت الجلسات إلى تحديد الأولويات الوطنية، ووضع إطار عمل متكامل لتعزيز الجهود الرامية إلى تطهير المناطق الملوثة بالألغام، وتقديم الدعم اللازم للمتأثرين، وزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر هذه الآفة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام على أهمية هذه الاستراتيجية كخطوة أساسية نحو تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيرًا إلى أن “الألغام ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي أيضًا عقبة أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية”. وأضاف أن “هذه الورشة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، ووضع خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ”.
من جانبه، أشاد مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية بالجهود الليبية في هذا المجال، مؤكداً استمرار دعمها للجهود الوطنية الرامية إلى القضاء على مخاطر الألغام. كما تم خلال الورشة استعراض تجارب دولية ناجحة في مجال إزالة الألغام، يمكن الاستفادة منها في السياق الليبي.
ومن المقرر أن تختتم الورشة أعمالها غدًا بإصدار توصيات ومقترحات عملية ستشكل الأساس لوضع الاستراتيجية الوطنية، والتي سيتم اعتمادها كمرجعية لجميع الجهود المستقبلية في هذا المجال.